راعي وسند الأيتام والزاهد في الشهرة سيرة الفنان سمير حسني
فنان الإيمان والرحمة
في زمنٍ ضجَّ فيه الفن بالضوضاء والسطحية، اختار الفنان سمير حسني طريقًا آخر، طريقًا لم يكن مفروشًا بالأضواء ولا بالتصفيق، بل كان مفروشًا بالقيم، بالإيمان، وبالرحمة التي سكنت قلبه حتى آخر يوم في حياته.
تنويه: تم استخدام الصورة المرافقة لأغراض ثقافية أو توضيحية أو سردية، مع حفظ كامل الحقوق لأصحابها الأصليين
رحل الفنان سمير حسني، ولكن سيرته العطرة لا تزال تتردّد كنسيمٍ نقي في ذاكرة من عرفوه أو سمعوا عنه. لم يكن ممثلًا عابرًا، بل كان صاحب موقف، عاش للفن الهادف، فرفض أن يكون أداة للابتذال أو ألعوبة في يد الشهرة. واحدة من أشهر مواقفه حين رفض بشدة تقبيل الفنانة لبلبة أو غيرها من الفنانات في أعماله، إيمانًا منه بأن احترامه لنفسه ولمبادئه أولى من أي دور مهما كانت المغريات. وقد كلفه هذا الموقف وغيره الكثير من الرفض والقطيعة في الوسط الفني، فتمت محاربته فنيًا طيلة حياته.
لكنه لم يكن بحاجة إلى تصفيقهم، فقد اختار أن يكون قريبًا من الله ومن عباده المستضعفين. كان عاشقًا للأيتام، يخصص ربع دخله لدعم دور الأيتام، ويجعل من كل أسبوع يومًا خيريًا يزور فيه أحد هذه الدور، محمّلًا بالهدايا، راسمًا البسمة على وجوه الأطفال الذين أحبهم وأحبوه بصدق. كما كان يرفض العمل يوم الجمعة مهما كانت الإغراءات، ويقول بثقة: "هذا يومٌ لصلاة الجمعة ومجالس الذكر، لا يُقايض بمال الدنيا."
لم تكن حياته الفنية إلا امتدادًا لحياته الروحية، فقد أحب آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان من روّاد مجالس الذكر وحلقات القرآن، وكان الإيمان عنده مبدأً لا مظهرًا.
ولعل أصدق مشهد عبّر عن قدره عند الله، ما حدث يوم وفاته. لم يخرج في جنازته أي من زملائه من الوسط الفني، وكأن الدنيا أغلقت أبوابها في وجهه حتى بعد الرحيل، لكن الله عز وجل عوّضه بما هو أعظم: خرج في جنازته أربعة آلاف طفل يتيم من مختلف دور الأيتام، أولئك الذين بكوه بدموعٍ صادقة، ورفعوا له دعواتٍ صامتة بين السماء والأرض، دعواتٌ تشبهه، نقية، طاهرة، خالصة.
🤲 رحمك الله يا سمير حسني، كنت فنانًا، لكنك كنت أكثر من ذلك .. كنت إنسانًا.
زاهر ڤويس جميع الحقوق محفوظة © 2025

تعليقات
إرسال تعليق