عندما كانت بغداد مركزًا للعلم
شهادة من العالم "نيل ديغراس تايسون"
من هو نيل ديغراس تايسون؟
نيل ديغراس تايسون هو عالم فيزياء فلكية أمريكي، يُعرف بأسلوبه المبسط في شرح مفاهيم الكون والعلوم للجمهور العام. يشغل منصب مدير "مركز هايدن للفلك" في نيويورك، وقد قدّم العديد من البرامج الوثائقية الشهيرة مثل Cosmos: A Spacetime Odyssey، وله كتب مؤثرة في نشر الثقافة العلمية.
في إحدى محاضراته، أشار تايسون إلى حقيقة مثيرة للاهتمام: أن نصف أسماء النجوم المستخدمة في علم الفلك الحديث تعود لأصول عربية. وهو ما يعكس إرثًا علميًا غنيًا ومؤثرًا خلفه العلماء العرب والمسلمون.
خلال العصر الذهبي للحضارة الإسلامية، كانت بغداد، وتحديدًا "بيت الحكمة"، منارة للعلم والترجمة والابتكار. هناك اجتمع العلماء لترجمة الكتب من اللغات اليونانية والفارسية والهندية، وتطوير معارف جديدة في الفلك، والرياضيات، والطب، وغيرها. أسماء مثل "البتاني"، و"الفرغاني"، و"الزهراوي"، لم تكن مجرد أسماء، بل كانت أعمدة لحضارة علمية حقيقية.
تايسون لم يتوقف عند أسماء النجوم، بل أشار أيضًا إلى أن الأرقام المستخدمة عالميًا اليوم (1, 2, 3...)، والتي يُطلق عليها في الغرب "Arabic numerals"، أصلها عربي، وقد انتقلت إلى أوروبا عن طريق الأندلس، لتحلّ تدريجيًا محل الأرقام الرومانية القديمة.
هذه الشهادة من عالم بارز مثل نيل ديغراس تايسون تؤكد أن العلم ليس حكرًا على حضارة واحدة، بل هو تتابع وتكامل بين الشعوب. وهي تذكرة بضرورة إعادة قراءة التاريخ العلمي للحضارة الإسلامية، لا من باب الفخر فقط، بل لاستلهام الدروس والدوافع نحو المستقبل.
تعليقات
إرسال تعليق