التخطي إلى المحتوى الرئيسي

رحلة حوار بين العقل والقلب والرحلة مستمرة

زاهر ڤويس ..

رحلة حوار بين العقل والقلب

والرحلة مستمرة

في لحظة صمت عميق، جلس العقل والقلب متقابلين، بينهما مسافة من الأسئلة، وفوقهما سماء لا تنتهي. لم يكن الهدف إيجاد إجابة نهائية، بل البحث عن فهم أعمق للحياة وللذات. وهكذا بدأ الحوار ..

تنويه: تم استخدام الصورة المرافقة لأغراض ثقافية أو توضيحية أو سردية، مع حفظ كامل الحقوق لأصحابها الأصليين

العقل:

الحياة ليست لغزًا غامضًا، لكنها أيضًا ليست كتابًا مفتوحًا.

القلب:

إذن ما هي؟

العقل:

لوحة ثابتة .. نحن من نلوّنها، نحن من نتقلب فيها. هي كما هي منذ الأزل، لكننا نغيّر رؤيتنا لها مع كل تجربة نمر بها.

القلب:

ربما لهذا تراها اليوم هادئة وغدًا عاصفة.

العقل:

لأننا نحن المتغيّر الحقيقي، لا هي. نحن من نزرع الفرح أو الألم، نصنع السلام أو الصراع. النية تصنع الاتجاه، والهدف يمنح الرحلة معناها. "لكل امرئ ما نوى". إن أردت الفهم، فهمت. وإن أردت الفرح، وجدت له سبيلًا.

القلب:

وأحيانًا نختار الحزن دون أن ندري. وماذا عن السعادة؟ أهي ترف؟

العقل:

لا، هي سلام داخلي، لحظة رضا أو قناعة، أو ذكرى تباغتك بابتسامة. في الطفولة كانت بسيطة، لكن مع الزمن صارت مرتبطة بالإدراك أكثر من اللحظة.

القلب:

والمال؟

العقل:

يشتري الراحة .. لكنه لا يشتري السلام، ولا يملأ قلبًا خاوياً.

القلب:

لكن الفقد .. الفقد ثقيل يا صديقي.

العقل:

ثقيل، نعم، لكنه يُحتمل. أتذكر صديقنا الذي فقد والده؟ كان يظن أن الضحك انتهى من حياته، لكنه بعد عام عاد يضحك، وإن كان قلبه يحمل ظل الحزن دائمًا.

القلب:

إذن الألم لا يزول.

العقل:

لا، لكنه يصبح رفيقًا هادئًا يمشي بجوارك، لا يزعجك إلا حين تلتفت إليه.

القلب:

وما الغِل والحقد والطيبة والتسامح؟

العقل:

هذه كلها صناعة التجربة والتربية ونظرتنا لأنفسنا. الغِل كالصدأ .. لا يؤذي إلا صاحبه. والتسامح ليس ضعفًا، بل قوة يتجاوز بها الإنسان جراحه.

القلب:

هل نحسن الظن إذن؟

العقل:

بالحياة؟ ربما. بالبشر؟ بحذر. الخير موجود، لكن الحذر يحمي الطيبة ولا يناقضها.

القلب:

إذن أنت تؤمن بالأمل؟

العقل:

لا .. الأمل كأمنية لا أؤمن به. هو مجرد حلم مؤجل قد لا يأتي. ما أؤمن به هو الهدف؛ شيء أضعه أمامي وأسعى إليه بخطوات واقعية.

القلب:

لكن بدون لمحة أمل، ألن يتعب الطريق؟

العقل:

الأمل عندي ليس وعدًا، بل احتمال، والاحتمال وحده لا يكفي .. الفعل هو ما يصنع النتيجة.

القلب:

ولماذا إذن ننهار في المرض أو المصيبة؟

العقل:

لأننا ننسى أن اللحظة ستزول. وحين تزول، ننسى ما تعلمناه منها. لكن كل سقوط يضيف درسًا، إن كنا نريد أن نتعلم.

القلب:

إذن .. هل فهمنا الحياة؟

العقل:

لم نفهمها كلها، لكننا اقتربنا من فهم أنفسنا.

معًا:

والرحلة .. مستمرة.

زاهر ڤويس جميع الحقوق محفوظة © 2025

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة لهذا الشهر

القضاء والقدر .. وفعل البشر

يا عزيزي المعطر بشراسة .. العطر لا يزيد من رجولتك

الاحتلال الفرنسي في أفريقيا