التخطي إلى المحتوى الرئيسي

لمن نقرأ ونسمع؟

زاهر ڤويس .. لمن نقرأ ونسمع؟

لمن نقرأ ونسمع

ومن أين نستقي علومنا؟

أحببت أن أوسّع ثقافتي العلمية والتاريخية والدينية، فبدأت أستمع إلى المحاضرات وأقرأ بشكل مكثف، حتى أصبحت تلك العادة لا تفارقني. كنت أدوّن تلك الكلمة، وأحفظ ذلك التاريخ، وأشتري هذا الكتاب، وأحمّل من الإنترنت كل ما أحتاجه من برامج وكتب بصيغة PDF، وأكتب الملخصات، وغير ذلك.

تنويه: تم استخدام الصورة المرافقة لأغراض ثقافية أو توضيحية أو سردية، مع حفظ كامل الحقوق لأصحابها الأصليين

ومع مرور الوقت وبذل الجهد، كانت النتيجة "صادمة". فقد اتضح لي بعد التعمق في القراءة والاستماع إلى محاضرات الأستاذ "أ" أن الشيخ "ب" يلعنه، بينما العالم "ج" يؤيده. فقلت: دعني منهم لأقرأ للشيخ "د"، فإذا بالعالِم "هـ" يكفّره، والأستاذ "و" له رأيٌ آخر تمامًا.

وبنفس الطريقة، قلت: دعني أبتعد عنهم جميعًا وأقرأ لغيرهم. وحدث ولا حرج! فالأستاذ "ز" قصف جبهة "ح"، لكن "ط" ردّ عليه بردّ ناري، ولم يسكت "ي" وجماعته، بل جاء "ك" وردّ عليهم ردًّا مزلزلًا، أما "ل" فلم يكتفِ، بل كفّر الجميع.

بصراحة، وجدت أن حروف الأبجدية كلها تُحرّم وتُجرّم وتتحدّى ولا تحترم بعضها البعض!

أما قواعدهم، فهي غير مفهومة: فـ"المضاف" يُجرّ أو يُنفى، و"الحال" تصبح من "أخوات كان"، و"السكون" صارت صفة!

إذا كانت بداية الطريق إلى العلم والهداية تبدأ من الأبجدية، وأبجديتنا معطوبة – للأسف – فهل تريدون منا أن نغيّر أبجديتنا؟

وإذا كان هؤلاء "قدوتنا" من أساتذة ومشايخ وعلماء لا يتفقون، فمن أين نستقي علومنا؟ وكيف تريدون من إخوتكم ألّا يختلفوا؟

📚 اقرأ أيضًا: من أنا

"تنويه:" هذه المادة نُشرت سابقًا بتاريخ 27 مايو 2022م،

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة لهذا الشهر

حياء المرأة وأنوثتها .. بين الماضي والحاضر

عبده حسين الأدهل: ضوء في ممرات الاستعمار .. وانطفاء بفعل الرفاق

رسالة من جيلٍ شارف على الرحيل .. حين تصبح التقنية أقوى من ضمير البشر