نسخ ولصق .. تواصل أم إزعاج؟
الواتساب .. مساحة يملؤها الآخرون بما لا أريد مشاركته
بصراحة، لقد فاض الكَيل.
المشتركون في وسائل التواصل الاجتماعي بحسب ملاحظتي الشخصية ينقسمون إلى أربع فئات:
* فئة تحب أن تكون هي المصدر المسيطر في النشر.
* فئة تشارك بشكل معتدل.
* فئة تقرأ بصمت ولا تشارك.
* وفئة أخيرة لا تحب الإزعاج من الأساس.
تنويه: تم استخدام الصورة المرافقة لأغراض ثقافية أو توضيحية أو سردية، مع حفظ كامل الحقوق لأصحابها الأصليين
وما دفعني لكتابة هذا المقال هو ما نراه يوميًا حين نفتح شبكة الإنترنت: تنهال علينا رزم من الرسائل والنكات والصور والمقاطع،
معظمها تافه،
والقليل منها مفيد، لا سيما على تطبيق "الواتساب" (وما أدراك ما الواتساب!).
الأمر الأغرب أن الرسالة نفسها أو صورة الدعاء أو المقطع تصلنا من أكثر من شخص، كأنهم ينسخون من مصدر واحد بلا تفكير. وفي غضون شهر، تجد آلاف الصور ومئات المقاطع التي تُثقل ذاكرة الهاتف، فتضطر لحذف أكثرها.
لكن، هل استوعب عقلك كل هذه الرسائل؟ هل خزّنت منها ما يستحق؟ إن كانت مفيدة، فقد تكون بقيت في ذاكرتك. وإن لم تكن، فالأمر أدهى.
لا نهتم إن كان الطرف الآخر يشاركنا الاهتمام أو لديه القدرة الذهنية أو النفسية لتلقّي هذا المحتوى. نرسل الرسائل فقط لأن "ظروفنا" سمحت لنا، دون مراعاة لظروف المتلقي أو حاله.
وأسوأ من ذلك أننا لا نسأل أنفسنا:
ما مدى الفائدة الحقيقية
- علميًا أو دينيًا أو ثقافيًا - من بين كل هذه الرسائل التي نرسلها أو نستقبلها يوميًا؟
ومن بين هذه الظواهر، ما يحدث في كل يوم جمعة؛ حيث تتكرر رسائل
"جمعة مباركة"
كطقس واجب، تُرسل إلى العشرات أو المئات دفعة واحدة، دون تخصيص، ودون إحساس. هذه عادة لم يعرفها جيل الصحابة ولا من تبعهم بإحسان، ومع ذلك أصبحت اليوم مقياسًا للمحبة أو الصلاح.
المؤلم أن كثيرًا من الناس لا يذكرك أبدًا إلا برسالة من هذا النوع، وغالبًا لا يعلم حتى أنك تلقيتها. لأنك ببساطة، كنت ضمن
"برودكاست"
جماعي لا أكثر.
أما أنا، فقد اتخذت قراري مسبقا.
مسحت تطبيق الواتساب، لأنني لم أعد أحتمل هذا الإزعاج الرقمي، وسيل النسخ واللصق الذي يفقد كل شيء قيمته.
تعليقات
إرسال تعليق