تأبط شرًّا
ما بين السيف والأفعى، وبين الشعر والعدو، وُلد اسم تأبط شرًّا.
لم يكن مجرد شاعر من الصعاليك، بل كان أسطورة في الجُرأة والعدو والتمرد على سلطة القبيلة. في هذا المقال، نكتشف من هو ثابت بن جابر، ولماذا حمل هذا الاسم الغريب، ومن هم الصعاليك الذين تحدّوا أعراف الجاهلية بسيوفهم وأشعارهم.
من هو تأبط شرًّا؟ ولماذا لُقِّب بهذا الاسم؟ ومن هم الصعاليك؟
اسمه ثابت بن جابر، وهو أحد الشعراء العرب قبل الإسلام، من أهل تهامة الحجاز. ينتمي إلى فئة تُعرف في التراث العربي بـ"الصعاليك"، وكان أغلبهم يجيدون الشعر.
والصعاليك هم جماعة ينتمون إلى عدة قبائل، لكنهم طُردوا منها بسبب تمردهم على سلطة القبيلة. كانوا يغيرون على القبائل، ويأخذون مما يغنمون، كما كانوا يساعدون الفقراء. أما كلمة "صعلوك" فتعني لغويًّا: الفقير الذي لا يملك مالًا، وليست شتيمة كما تُستخدم اليوم.
تأبط شرًّا كان من أسرعهم عدوًا (ركضًا)، وتميّز بقوة سمعه، حتى قيل إنه كان يسمع وطء الخيل من مسافات بعيدة.
وكان مقاتلًا شجاعًا، عُرف بالبطش والجرأة.
أصل التسمية:
ذُكرت عدة روايات حول سبب تسميته بـ"تأبط شرًّا"، وأشهرها:
أن أمه رأته يضع السيف تحت إبطه وخرج، فقالت: تأبط شرًّا.
وقيل إنها رأته يحمل وعاءً أو جرابًا مليئًا بالأفاعي، فقالت: تأبط شرًّا.
من شعره:
وقد عبّر عن فخره وشجاعته في أحد أبياته الشهيرة، فقال:
إذا المرءُ لم يحملْ سلاحًا ولا غِنىً تهيّبَهُ الأعداءُ وهو صعلوكُ
ولم يكن ذلك غرورًا بل ثقة شاعر لا يرى معنى للبطولة بدون الكلمة، ولا هيبة للفارس إذا لم يكن شاعرًا يُدوِّي صوته في أرجاء الصحراء.
نُشر ضمن سلسلة "زاهر ڤويس" حيث الفكرة تسبق التعريف
زاهر ڤويس جميع الحقوق محفوظة © 2025
تعليقات
إرسال تعليق