توماس سانكارا
أحد أعظم الشخصيات القيادية في إفريقيا
يُعدّ توماس سانكارا أحد أعظم الشخصيات القيادية في إفريقيا، والمُلقّب بـ"تشي جيفارا الإفريقي"، وأحد رموز الثورة. فماذا فعل ليستحق كل ذلك؟
تنويه: تم استخدام الصورة المرافقة لأغراض ثقافية أو توضيحية
أو سردية، مع حفظ كامل الحقوق لأصحابها الأصليين
توماس إيزيـدور نـويل سانكـارا (Thomas Sankara) وُلِد في مدينة ياكو، بوركينا فاسو، بتاريخ 21 ديسمبر 1949م. التحق بالجيش في العاصمة واغادوغو عام 1969م، وخلال تدريبه في المركز الفرنسي للمظليين بين عامي 1971 و1974، بدأ بتطوير أفكاره السياسية الهادفة إلى إحداث تغيير جذري في نظام الحكم. وكان يرى أن الثورة الشعبية هي السبيل الوحيد للتخلص من التأثيرات الاستعمارية الفرنسية.
في عام 1980، تعاون مع العقيد زيربو ونفذ انقلاباً عسكرياً أبيض (غير دموي) على الرئيس المنتخب لاميزانا، وتم تعيين توماس سانكارا رئيساً للوزراء. وفي عام 1983، قاد سانكارا انقلاباً عسكرياً آخر للقضاء على الفساد والهيمنة الفرنسية، وأصبح رئيساً للوزراء ورئيساً للدولة. وفي عام 1984، أعلن تغيير اسم البلاد من "اتحاد فولتا العليا" إلى "بوركينا فاسو" (أرض الرجال الشرفاء)، في خطوة للتخلص من الإرث الاستعماري.
وخلال فترة حكمه، خفّض رواتب الوزراء، وباع سيارات الموكب الرئاسي واستبدلها بأرخص أنواع السيارات. كما رفض استخدام مكيف الهواء في مكتبه لشعوره بالذنب لأن معظم شعبه لا يستطيع امتلاكه. حاكم الفاسدين والمختلسين، ومنع الاستيراد، قائلاً عبارته الشهيرة: "إن من يُطعمنا يتحكم فينا".
أصبحت بوركينا فاسو مكتفية ذاتياً في الغذاء، وبدأت تصدير المنتجات الزراعية بعد أن كانت دولة مستوردة، وكل ذلك دون أي مساعدات خارجية. وفي مجال التعليم، رفع نسبة المتعلمين من 50% إلى 90%. واهتم بالصحة، فقام بتطعيم 2.5 مليون شخص خلال أسبوع واحد فقط، ووفّر الرعاية الصحية المجانية، ما أدى إلى انخفاض ملحوظ في نسبة الوفيات. كما طوّر البنية التحتية، وافتتح المصانع والمشاريع السكنية. وفي المجال الزراعي ولمكافحة التصحر، زرع 10 ملايين شجرة، وبنى 7 آلاف قرية، وأنشأ 700 كيلومتر من السكك الحديدية.
سعى لتحسين أوضاع المرأة، ومنع ختان الإناث وزواج القاصرات. ولا يسع هذا المقال حصر إنجازاته كلها.
وتُشير بعض الروايات إلى أن سانكارا قُتل في سياق صراعات سياسية مع بعض القوى المحلية والدولية، وذلك بتاريخ 15 أكتوبر 1987م. وهناك روايات تشير إلى أنه تم اغتياله أثناء توجهه إلى اجتماع، ثم تم دفنه في مكان غير معلوم.
كان توماس سانكارا رمزاً للثورة والمقاومة، ولُقّب بـ"تشي جيفارا الإفريقي". وكان يُنظر إليه كأفضل حاكم، والأمل الوحيد لإنقاذ إفريقيا.
تعليقات
إرسال تعليق