الزلازل / الهزّات الأرضية
رحلة علمية سريعة على الزلازل وأخطر مناطقها في العالم
تُسجَّل يوميًّا حوالي 55 هزّة أرضية حول العالم، أي ما يزيد على 20,000 زلزال سنويًا، وفقًا للمراكز الجيولوجية العالمية مثل هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية. ورغم أن معظم هذه الزلازل تكون ضعيفة وغير محسوسة، إلا أن عددًا منها قد يكون مدمرًا، خاصة في المناطق النشطة زلزاليًا.
أنشئت الصورة بواسطة المؤلف باستخدام ChatGPT
ويُعدّ أقوى زلزال مسجّل في التاريخ الحديث ذلك الذي وقع قبالة سواحل جنوب تشيلي، في مدينة فالديفيا، بتاريخ 22 مايو 1960م. بلغت قوته 9.5 درجات على مقياس ريختر، وأدى إلى موجات تسونامي عنيفة اجتاحت مناطق بعيدة مثل هاواي واليابان والفلبين، وخلّف دمارًا واسعًا ومئات الضحايا.
وتقع نحو 90% من الزلازل حول العالم ضمن منطقة تُعرف بـ"حلقة النار"، وهي منطقة تحيط بالمحيط الهادئ وتضم سواحل عدد كبير من الدول مثل تشيلي، اليابان، إندونيسيا، والولايات المتحدة. وتُعد هذه المنطقة أيضًا مسؤولة عن أكثر من 80% من الزلازل الكبرى (التي تفوق قوتها 7 درجات)، مما يجعلها من أكثر المناطق نشاطًا زلزاليًا وبركانيًا على سطح الأرض.
تحدث الزلازل نتيجة تحرّك الصفائح التكتونية المكوّنة للقشرة الأرضية. حين تتراكم الضغوط بين هذه الصفائح وتتحرّر فجأة، تنبعث طاقة هائلة تهز الأرض وتسبب الزلزال. هذه الحركات قد تكون أفقية أو عمودية، وتحدث عند حدود الصفائح، مثل مناطق التصادم أو الانزلاق.
مقياس ريختر: يُستخدم لقياس قوة الزلزال (Magnitude)، أي كمية الطاقة المنبعثة منه.
آثار الزلازل
يمكن للزلازل أن تسبّب خسائر بشرية ومادية هائلة، خاصة إذا ضربت مناطق مأهولة بالسكان أو كانت سطحيّة (قريبة من سطح الأرض). وقد تؤدي أيضًا إلى انهيارات أرضية، وحرائق، وتسرب مواد خطيرة، بل وقد تُغيّر من تضاريس الأرض، كتحويل مجاري الأنهار أو رفع أجزاء من اليابسة.
أشهر الزلازل في التاريخ
زلزال فالديفيا – تشيلي (1960): 9.5 درجات – الأقوى في التاريخ.
زلزال ألاسكا (1964): 9.2 درجات – خلّف تسونامي مدمرًا.
زلزال المحيط الهندي (2004): 9.1 درجات – تسبّب في مقتل أكثر من 225,000 شخص.
زلزال توهوكو – اليابان (2011): 9.0 درجات – أدى إلى كارثة محطة فوكوشيما النووية.
الزلازل والبراكين: علاقة مترابطة
تحدث الزلازل كثيرًا بالقرب من البراكين النشطة، حيث تؤدي حركة الصهارة تحت الأرض إلى توليد ضغط يسبب هزّات زلزالية. لذلك، تُعد المناطق البركانية بيئات خصبة لحدوث الزلازل، وغالبًا ما تسبق الزلازل الكبيرة ثورانًا بركانيًا، أو تصاحبه.
رغم أن الزلازل جزء طبيعي من حركة الأرض، إلا أنها تذكّرنا دومًا بقوة الطبيعة وجمالها المهيب حين تكون ساكنة، وهولها حين تثور. وبينما يواصل العلماء مراقبة نشاط الأرض وتطوير سبل الإنذار المبكر، يبقى الوعي المجتمعي والجاهزية من أهم أدوات النجاة. فالأرض التي نعيش عليها ليست دائمًا صلبة تحت أقدامنا، لكنها لا تكفّ عن رواية قصصها لمن يصغون.
تعليقات
إرسال تعليق