البرق: ظاهرة مذهلة في السماء
وأحد أعاجيب الطبيعة
يُعد البرق من أكثر الظواهر الطبيعية إثارةً وتكرارًا على سطح الأرض. تشير التقديرات إلى أن هناك حوالي 1.4 مليار ومضة برق تحدث سنويًا حول العالم، أي ما يعادل أكثر من 3.8 مليون ومضة يوميًا، وبمعدل يقارب 44 ومضة في الثانية.
أنشئت الصورة بواسطة المؤلف باستخدام ChatGP
يتكوّن البرق نتيجة لتراكم الشحنات الكهربائية في الغلاف الجوي، سواء بين السحب أو بين السحابة وسطح الأرض. وتصل درجة حرارة ومضة البرق إلى حوالي 30,000 درجة مئوية، أي ما يعادل خمسة أضعاف درجة حرارة سطح الشمس، مما يوضح مدى قوتها الهائلة.
تُظهر بيانات وكالة ناسا أن البرق يكثر في فصل الصيف، وتحديدًا من ساعات الظهيرة وحتى منتصف الليل، مقارنةً بالفصول الأخرى وساعات الفجر والصباح. كما أن البرق لا يتوزع بالتساوي حول الكوكب؛ فحوالي 70% من ومضات البرق تحدث فوق اليابسة في المناطق الاستوائية، حيث تتكرر العواصف الرعدية بكثرة، بينما تقل في المناطق القطبية والمحيطات.
أحد أكثر الأماكن تعرضًا للبرق في العالم هو قرية كيفوكا الواقعة في جبال شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، حيث يصل عدد الضربات هناك إلى 158 صاعقة لكل كيلومتر مربع سنويًا، وهو رقم مذهل يدل على كثافة العواصف في تلك المنطقة الجبلية.
أما في الولايات المتحدة، فتُعد ولايات مثل فلوريدا وتكساس ولويزيانا من أكثر المناطق عرضة للبرق، وخصوصًا في فصول الصيف الرطبة. وقد طورت وكالة الأرصاد الجوية الأمريكية خرائط دقيقة ترصد توزع البرق حسب المناطق والسنوات.
من الجوانب المفيدة لهذه الظاهرة، أن البرق يساهم في تخصيب التربة من خلال تثبيت النيتروجين في الهواء، مما يفيد النباتات. ويمكن للناس تقدير المسافة بينهم وبين العاصفة الرعدية عبر حساب عدد الثواني بين وميض البرق وسماع صوت الرعد، ثم تقسيم العدد على 3؛ فكل ثلاث ثوانٍ تعادل تقريبًا كيلومترًا واحدًا.
وفي النهاية، يظل البرق أحد أعاجيب الطبيعة التي تذكّرنا بقوة عناصر الكون، وبروعة المشاهد التي ترسمها السماء في لحظات خاطفة لكنها لا تُنسى.
تعليقات
إرسال تعليق