هل تعلم أن الأرقام العربية صُمّمت بناءً على عدد الزوايا؟

الأرقام التي نستخدمها يوميًا (1، 2، 3...) تبدو لنا مألوفة جدًا لدرجة أننا نادرًا ما نتساءل: من أين جاءت؟ ولماذا هي بهذا الشكل؟

تنويه: تم استخدام الصورة المرافقة لأغراض ثقافية أو توضيحية أو سردية، مع حفظ كامل الحقوق لأصحابها الأصليين

لكن هناك نظرية شائعة تقول إن الأرقام العربية الأصلية صُمّمت بشكل هندسي يعتمد على عدد الزوايا في كل رقم. وهذه النظرية، رغم أنها لا تمثل الأصل التاريخي الدقيق المؤكد، إلا أنها تُستخدم كثيرًا في الشرح البصري لتقريب الفكرة وتبسيطها، خاصة في التعليم.

كيف تعمل هذه الفكرة؟

الفكرة ببساطة هي أن كل رقم يحتوي على عدد من الزوايا يساوي قيمته العددية. لنأخذ مثالًا:

الرقم 1: زاوية واحدة
الرقم 2: زاويتان
الرقم 3: ثلاث زوايا

وهكذا حتى

الرقم 9: تسع زوايا
الرقم 0: لا زوايا

هذه الطريقة تُظهر كيف يمكن للرمز أن يكون منطقيًا بصريًا، وهي تستخدم أحيانًا لتعليم الأطفال أو لتقديم الأرقام بطريقة جديدة لعشاق الرياضيات والتصميم.

هل هذه النظرية دقيقة تاريخيًا؟

من المعروف أن الأرقام المستخدمة حاليًا في معظم دول العالم، والمعروفة بـ"Arabic Numerals"، يقال بانه تعود بجذورها إلى النظام العددي الهندي، لكن العرب، خصوصًا في بغداد والأندلس، طوّروها ورسموها بشكل مختلف وأعادوا صياغتها، حتى وصلت إلى أوروبا مع ترجمة كتب مثل مؤلفات الخوارزمي والكندي.

لذلك، فإن شكل الزوايا ليس بالضرورة الأصل في التصميم، لكنه أسلوب حديث ممتع لتفسير العلاقة بين الرقم وشكله بطريقة ذكية وبصرية.

لماذا تخلّى العرب عن "أرقامهم الأصلية"؟

المفارقة أن الغرب اليوم يستخدم ما يُعرف بـ"الأرقام العربية" (1، 2، 3)، بينما معظم الدول العربية تستخدم ما يسمى بالأرقام الهندية (١، ٢، ٣)،

هذا التحوّل ناتج عن عوامل تاريخية معقدة، أبرزها التباين بين المشرق والمغرب الإسلامي. الأندلسيون نقلوا الأرقام العربية إلى أوروبا، بينما تأثرت مناطق المشرق بالحضارة العثمانية التي اعتمدت الأرقام الهندية، فتبنّتها معظم الدول العربية لاحقًا.

ومع مرور الزمن، ضاعت العلاقة بين العرب وأرقامهم الأصلية، إلى درجة أن كثيرين لا يعلمون أن "1، 2، 3" هي في الأصل عربية!

سؤال ختامي

إذا كان الغرب ما زال يستخدم أرقامنا الأصلية ويفاخر بها .. فلماذا لا نعود نحن لاستخدامها؟

على الأقل، أنا وأنت؟

بحث هذه المدونة الإلكترونية