في حضرة المجرة والعدم
أين نحن وسط هذا الإتساع المهول؟
أين نحن وسط هذا الإتساع المهول؟
كم تبعد المجرات عن بعضها؟
وأين نحن في هذا الكون؟
سؤال يستحق التأمل والتفكر، لا للإجابة فقط، بل لليقظة.
نحن نعلم أن كوكب الأرض يقع ضمن النظام الشمسي، والذي يدور بدوره حول مركز مجرة درب التبانة (Milky Way Galaxy) بسرعة تقارب 230 كم/ث، أي حوالي 828,000 كم/س (كم/س تعني: كيلومتر في الساعة).
ولتقريب المعلومة: الكيلومتر هو ألف متر، والسرعة المذكورة تعني أننا نقطع المسافة من الأرض إلى القمر في أقل من ساعتين لو سرنا بهذه السرعة!
تستغرق الشمس نحو 225 إلى 250 مليون سنة لتكمل دورة واحدة حول مركز المجرة، ويُطلق على هذه المدة اسم السنة المجرية (Cosmic Year).
لكن الأمر لا يقف عند هذا الدوران، فمجرة درب التبانة نفسها تتحرك في الفضاء بسرعة هائلة،
لا شيء ثابت .. كل شيء في حركة دائمة.
حجم مجرتنا ومسافات الفضاء
قطر مجرتنا يبلغ نحو 100,000 سنة ضوئية.
السنة الضوئية هي المسافة التي يقطعها الضوء في سنة واحدة، وتساوي تقريبًا 9.46 تريليون كيلومتر.
يبعد مركز المجرة عن شمسنا حوالي 27,000 سنة ضوئية، أي ما يقارب 255,420 تريليون كيلومتر.
أما الكون المرئي، فتشير الدراسات الحديثة إلى أن قطره يبلغ نحو 93 مليار سنة ضوئية (بسبب تمدد الكون)، ويحتوي على ما بين 200 و300 مليار مجرة، تحوي كل منها في المتوسط حوالي 100 مليار نجم، ومعظم هذه النجوم لها كواكب تدور حولها.
موقعنا في المجرة
تقع شمسنا في ذراع صغير من المجرة يُسمى ذراع الجبّار (Orion Arm)، بين ذراعي القوس (Sagittarius) وبرسيوس (Perseus). ولو رسمنا مجرتنا على جدار بمساحة 4×3 أمتار، فلن تظهر مجموعتنا الشمسية لصغر حجمها مقارنةً بحجم المجرة! وكأننا لا نُرى .. سبحان الخالق.
تمدّد الكون
قال تعالى:
يقدّر العلماء معدل تمدد الكون، المعروف باسم ثابت هابل (Hubble Constant)، بحوالي 73 كم/ث لكل مليون فرسخ فلكي.
الفرسخ الفلكي (Parsec) وحدة مسافة تساوي تقريبًا 3.26 سنة ضوئية أو نحو 31 تريليون كيلومتر.
معنى الرقم أن كل مجرة تبعد عن أخرى بمسافة مليون فرسخ فلكي (≈ 3.26 مليون سنة ضوئية) تتحرك مبتعدة بسرعة 73 كم كل ثانية.
وهذا التمدد مستمر منذ بداية الكون.
سؤال للعقلاء:
فما نحن إذًا، وسط هذا الاتساع المهول؟
نحن لا نكاد نُرى، لا في موقع، ولا في حجم. ورغم ذلك، أُوكلت إلينا الأمانة.
سكونٌ يعمّ القلب بعد هذا التخيّل .. وسبحان من لا يُدرك كُنه عظمته عقل ولا خيال.
زاهر ڤويس جميع الحقوق محفوظة © 2025
تعليقات
إرسال تعليق