العلم والثقافة قبل الإنترنت
رحلة كانت أطول، لكنها أعمق
في زمن مضى، لم تكن المعرفة قريبة كما هي اليوم. كنا إذا أردنا أن نعرف اسم شخصية تاريخية، أو موقع دولة، أو تفاصيل واقعة دينية أو علمية، نبدأ رحلة بحث طويلة. نذهب إلى من هم أعلم منا، أو نلجأ إلى المكتبات، نقلب الصفحات ونجتهد في القراءة، وربما نشتري كتابًا كاملًا لأجل معلومة واحدة، وعلى أمل أن نجد ضالتنا فيه.
www.ZaherVoice.com©
أتذكر أننا كنا نبحث عن موقع دولة ما، فنشتري "أطلس الخرائط"، ونتأمل الصفحات المطبوعة بعناية، ونحاول حفظ الأسماء والحدود .. كان لكل معلومة ثمن من الجهد والوقت.
أما اليوم؟ ضغطة زر واحدة، وتنهال عليك المعلومات من كل حدب وصوب: كتابة، صورة، صوت، وحتى فيديو. ومع ظهور تقنيات الذكاء الاصطناعي، لم يعد الأمر يقتصر على البحث، بل صار بإمكاننا أن نسأل ونحصل على إجابات وصياغات جاهزة في لحظة. لم يعد الوصول للعلم صعبًا، لكن بقي التحدي:
هل نُحسن استخدام هذه النعمة؟
وهل نبحث عن المعلومة كما كنا نبحث عنها قديمًا، بصدق نية وشغف؟
احمدوا الله على هذه النعمة العظيمة، نعمة الإنترنت والمعرفة المفتوحة. واقرأوا يا
أمة "اقرأ"
. فالعالم لا ينتظر، والمعرفة لا تعترف بمن يتكاسل عنها. ولعل ما قاله الإمام الشافعي يذكّرنا بأن العلم مهما بلغنا منه، يفتح لنا أبواب الجهل قبل أبواب المعرفة:
قال الإمام الشافعي:
وإذا ما ازددتُ علمًا، زادني علمًا بجهلي
زاهر ڤويس جميع الحقوق محفوظة © 2025
تعليقات
إرسال تعليق