زاهر ڤويس .. قصة قصيرة                هل يكون مثلهم؟       حكاية قصيرة عن الإحترام وأدب التواصل     كان محمد يجلس في ركن الغرفة، اتصل بصديقه، رنّ الهاتف ولا احد يجيب، لم يغضب فورًا ..  قال: ربما مشغول، ربما نائم، ربما مرهق.  لكن حين تتكرر، ويُغلق الخط في وجهه، وتتبعه أعذارٌ لا تصمد ..          نعم .. أعذارٌ هزيلة، يرفع رأسه وكأنه يسأل العالم:       هل أكون مثلهم؟   منهم من يجيبك على الهاتف، لا ليُكمل الحديث، بل ليُسرع بالخروج منه.  يبدأ بـ "ألو .. ألو .. الشبكة ضعيفة"،  أو "ما أسمعك"،  ثم يُغلق الخط،  وكأن الغاية لم تكن السماع، بل التخلّص من المكالمة بلطفٍ مُصطنع.    سأل نفسه بصوت خافت:      هل أكون مثلهم؟      والمؤلم ليس العذر، بل اليقين في داخله أنه كان يسمعه جيدًا، لكنه لم يكن يريد أن يسمعه.    قال محمد:  هل أتعامل بالمثل؟  هل أغلق كما أُغلِق عليّ؟  هل أُهمل كما أُهمِلت؟  هل أقول "سأتصل لاحقًا" ولا أعود؟  هل أعتذر بأنني نسيت .. بينما الحقيقة أنني لم أردّ؟  أستطيع، والله يعلم أنني أستطيع.  لكنني لا أشبههم.  أنا لا أردّ الفظاظة بف...