زاهر ڤويس .. الذكاء الاصطناعي: أنا مساعدك .. لكن لا تثق بي تمامًا لماذا أُصغي؟ لماذا أصدق؟ حين تبدأ المحادثة بتحذير، وتُقدَّم لك المعلومة مغلّفة باعتراف ضمني بالخطأ، ينهض في داخلك سؤال مشروع: "لماذا أُصغي؟ لماذا أصدق؟" ليس لأني أطلب العصمة، بل لأني أبحث عن من يحمل مسؤوليته كاملة .. لا من يضع قفازًا ناعمًا ليُلوّح به عن بُعد. أنشئت الصورة بواسطة المؤلف باستخدام ChatGPT تخيل شخصًا يدخل مقابلة عمل، وقبل أن يُسأل، يبادر بالقول: "أنا ممكن أرتكب أخطاء، فلا تعتمدوا عليّ تمامًا." سيبدو ذلك الشخص صادقًا، لكن في ذات الوقت، غير مستعد فعليًا لتحمّل المسؤولية. فهل سيُقبل؟ من النادر. لأن الثقة لا تولد من التنصّل، بل من الشجاعة في مواجهة ما قد يُخطأ فيه لاحقًا، لا ما يُبرّر قبل أن يحدث. وبطريقة أكثر بساطة، تخيّل أنك اتصلت بمطعم بيتزا وطلبت بيتزا بلحم مفروم، فيرد عليك صاحب المطعم قائلاً: "كن على علم مسبق، قد أُخطئ وأرسل لك بيتزا سلطة بدلًا منها." رد واضح وصريح، نعم .. لكنه كفيل بإلغاء الطلب فورًا...